Wednesday, December 21, 2011

We'll Take a Round with the Hookah!



بناخد فره بالقدو
هي أهزوجة بحرانية أصيلة تحمل بين طياتها عبق التراث البحراني الأصيل ممزوجاً بنفحات من عبير المستقبل المنشود. لا يعرف بالضبط عمر هذه الأهزوجة القصيرة إلا أنها انتشرت وذاع صيتها مع انطلاق ثورة 14 فبراير (البحرين) السلمية والتي كان من أهم أهدافها إلغاء الدستور غير الشرعي الذي فرضه حاكم البلاد الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة على الشعب بإرادة منفردة في العام 2002 والمطالبة بحكومة منتخبة من الشعب وليست مفروضة أو معينة من الملك والتوزيع العادل لثروات الوطن بدل هيمنة السلطة الحاكمة وأعوانها والمطبلين لها والتحقيق في أملاك الدولة المفقودة أو المسروقة وإيقاف التجنيس السياسي والتحقيق فيه ومحاسبة الجلادين والمعذبين وتوفير فرص العمل المتكافئة بين المواطنين ومساواتهم في الحقوق والواجبات.

مضمون الأهزوجة يحتوي على تمجيد لعلم البحرين وتقديم التحية له حيث يرفع قائد الفرقة علم البحرين عالياً صارخاً "تحية العلم" طالباً من الجمهور رفع أصواتهم"هييييييه" فيضج الموقع بالأصوات الجهورية مقدمين التحية لعلم البحرين داحضين بذلك جميع الأصوات النشاز التي تتهمهم بعدم الولاء للوطن وتزايد على ذلك بغير حق ومؤكدين على انتمائهم دون سواهم للبحرين وأرضها وعلمها وهيبتها واستقلاليتها.


ثم يبدأ المقطع الثاني والأصلي للأهزوجة حين يردد الرادود أو قائد الفرقة عبارة بناخد فره بالقدو في حين يحمل مساعده في يده اليمنى القدو وهو عبارة عن أداة تدخين مكونة من آنية فخارية تتركب من حجرة للماء في أسفلها ومتصل برأسها فوهة لوضع قطع من الجمر أو الفحم مع قليل من التبغ مع وجود فتحة صغيرة في حجرة الماء ليتسنى لمدخن القدو شفط الدخان الناتج من التبغ المحترق بينما يحمل المساعد في يده اليسرى أنبوب التدخين. فيقوم الجمهور بالرد على الرادود اطلع خليفة يالعدو في إشارة واضحة وصريحة لرفضهم رئاسة الوزراء للشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة عم الملك ورئيس الوزراء لأكثر من أربعين عاماً والذي فشل في إدارة البلاد بطريقة ديموقراطية وحديثة حيث لا يرضى إلا بتغليب منطق القوة ومنطق السيد والعبد ومنطق فرق تسد وحيث أنه وبعد أربعين عاما من رئاسة الوزراء لا زال أكثر من 20 ألف مواطن بلا وظيفة تأويهم وأكثر من ثلثي أراضي البلاد مسروقة ومملوكة من قبل أعوان النظام وأكثر من90 بالمئة من شواطئ البحرين ملك خاص وفي فترة رئاسته كذلك دُمِّر 75 بالمئة من ثروات البيئة البحرية وقُتل المئات من المواطنين الأبرياء على أيدي مرتزقته لمجرد معارضتهم لسياساته الطائفية دون إجراء أي تحقيق كما أنه جلب قوى أجنبية ومحتلة احتلت أرض الوطن بعساكرها وعاثت فساداً تقتل وتعذب وتهين وتعتقل وتفصل صاحب أي صوت شريف يقول له "لا" لسياسته الفاشلة. لم يكتف بذلك بل حاول جاهداً تغيير التركيبة السكانية للبحرين واستبدال الشعب الأصلي بشعب آخر مرتزق من أجل تغليب طائفته السنية ذات الأقلية السكانية على نسبة الغالبية السكانية الشيعية المعارضة. أسر الكُتّاب والأطباء والمحامين والممرضين والمعلمين والرياضيين والمثقفين والسياسيين والشباب والأطفال والكهول والاقتصاديين والمدونين والمهندسين والتجار والعمال وأصحاب الرأي من سنة وشيعة وذكور وإناث لا لشيئ سوى أنهم طالبوا بدولة مدنية تحترم مواطنيها.

أخذت هذه الأهزوجة بالانتشار السريع حين كان البحرينيون يرددونها وبكثافة وهم يطوفون حول دوار اللؤلؤة الذي انطلقت منه ثورة الرابع عشر من فبراير قبل أن يصدر خليفة بن سلمان أوامره بإزالة الدوار واستبداله بإشارات ضوئية بدعوى أن له ذكرى سيئة على قلبه لكثرة ترديد أهزوجة بناخد فره بالقدو في نفس الموقع. اللافت للذكر أن الأهزوجة لاقت صدىً طيباً وعالمياً عن طريق تفاعل المجتمعات العربية الأخرى الرافضة لسياسات الظلم والاستبداد معها ومع مردديها.

تقول الأهزوجة بناخد فره بالقدو...اطلع خليفة يالعدو في إشارة من الجمهور المشارك إلى رغبتهم في سرعة تنحي خليفة بن سلمان عن منصبه وكأنهم يقولون: لا نريد أن ننتهي من فرتنا(جولتنا) حول الدوار هذه إلا وأنت يا خليفة بن سلمان خارج السلطة – سنمهلك هذه الفرة (الدورة) فقط وعليك أن تتنحى فنحن لا نريدك بل نريد رئيسا عادلا يحكم البلد ولا يملكها أو يسرق ثرواتها.
ثم ينتقل بعد ذلك قائد الفرقة الى المقطع الثاني من الأهزوجة فيقول منهو يزوّد فيأتي رد الجمهور خلفوه فيتبعها بِ بجم اشتراه ليرد الجمهور بدينار

وفي هذا المقطع إشارة أكثر من صريحة لإحدى السرقات الكبرى التي قام بها رئيس الوزراء وهي سرقة أرض مرفأ البحرين المالي التي اشتراها رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان بمبلغ إجمالي وقدره دينار بحريني واحد فقط أي ما يعادل دولارين ونصف في حين أن المبلغ المستحق يقدر بملايين الدنانير. الأهزوجة باللغة العربية الفصحى:

القائد: منهو يزود؟ (أي من منكم أيها الشعب يرغب في الزيادة على المبلغ المعروض لبيع أرض مرفأ البحرين المالي؟)
الشعب: خلفوه (اسم الدلع لرئيس الوزراء وكأن الشعب يقول خليفة وحده هو القادر على زيادة رأس المال)
القائد: بجم اشتراه؟ (يسأل القائد الشعب: بكم اشترى الأرض؟)
الشعب: بدينار (يرد الشعب بحسرة على المال العام الضائع وعلى عدم محاسبة المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الوزراء على تضييع ثروات البحرين فيقولوا: اشتراها بدينار واحد فقط)

ثم يعيد الرادود تكرار الأهزوجة من البداية حيث يقدم التحية للعلم فيتبعها بفرة القدو ثم السؤال عن أرض المرفأ المالي.

ولا يزال الشعب يكررها حتى هذه اللحظة.

No comments:

Post a Comment